95126300 (968+) - 90996300 (968+) |info@alamalhospitaloman.com

وحدة الأعراض الانسحابيه للمخدر

//وحدة الأعراض الانسحابيه للمخدر

وحدة الأعراض الانسحابيه للمخدر

لابد أن يخضع المريض لبرنامج علاجي طبي، ونفسي، واجتماعي، وديني، وإرشادي متكامل لعدة أسابيع وذلك لصياغة وإعداد المريض لمواجهة الحياة من جديد بصورة طبيعية دون اللجوء للمخدر مرة أخرى مع الإستمرار في المتابعة مع المراكز التأهيلية لمدة كافية قد تزيد عن سنة حسب حالة كل مريض وهذا هو صمام الأمان الرئيس للحد من الانتكاسة.

كلمة السر والمحرك الأساسي لتلك العجلة هو “الإعتراف بالعجز” وهي خطوة التسليم والإستسلام وهي أساس عملية التعافي كلها. فالوصول للإعتراف بالعجز وعدم القدرة على إدارة الحياة هي حجر الأساس والتي بدونها لا يمكن أن نحصل على قوة من الله إلا بأن نتوقف نحن عن لعب دور الله ونعترف إعتراف شجاع بالعجز. غالباً لا يستطيع المدمن الوصول إلى هذا الإعتراف إلا بعد أن يختبر خسائر كبيرة وهو ما يسمى في لغة التعافي “الإرتطام بالقاع” وألتي قبلها يكون المدمن مدرك تمام الإدراك أنه مسيطر والمتحكم الأول والوحيد في حياته وكل ما يدور حوله ولكنه في الحقيقة فاقد السيطرة تماماً. وهي ما تسمى بمرحلة ما قبل الرغبة في التغيير، وفي هذه المرحلة لا يمكن الطلب منه بزيادة بذل الجهد أو حتى تقديم النصيحة لأنها لن تقوم إلا بزيادة مشاعر الخزي والعار عند المدمن وألذي يزيد من الدخول في دائرة الإدمان. ولكن ما يحتاجه المدمن في ذلك الوقت هو المواجهة المدروسة لجعله يتبصر بنتائج السلوك الإدماني.

ومنها ندخل في المرحلة الثانية من مراحل عجلة التغيير وهي مرحلة الرغبة في التغيير أو التفكير في التغيير ويدخل فيها صاحب المشكلة في السؤال عن التغيير وجدواه ويدخل في ما نسميه “إزدواجية الميل” ففيه يحكي عن رغبته في التغيير وفي نفس الوقت يتكلم عن المعوقات ألتي يرى بها إستحالة تحقيق هذا التغيير وألتي يرى أنه لا يمكن تخطيها. وفيها يتكلم عن شدة ضيقة من إدمانه وشعورة بالخزي مما يفعله بنفسه ويمن حوله وفي نفس الوقت يتكلم عن اللذه ألتي يحصل عليها من التعاطي وألتي تدفعه إلى الإستمرار رغم العواقب. وهنا لا يمكن الخروج من هذه المرحلة إلا بالإستماع له والتفهم الشديد لما يمر به من صراعات ومساعدته على عمل كشف أرباح وخسائر ما يقوم به وعند تجاوز تلك المرحلة ندخل في المرحلة التالية وهي مرحلة التعديل والصيانة وفيها يستمر الصراع بين الرفض والقبول للتغيير فيقوم بتعديل طريقة تعاطيه وهو من داخلة يظن أنه يمكن التعامل مع مشاكلة والبحث عن طريقة جديدة للتعاطي تمكنه من ممارسة حياته حتى يصل إلى اليقين التام بأنه يستحيل السير في الحياة والتعامل معها ومع مشاكلها وهو لا يزال تحت تأثير المخدر وهو ما يتأكد منه من الإستمرار في تمرين الأرباح والخسائر في كل طريقة يتبعها لصيانة تعاطيه. ففي هذه المرحلة أشعر بمدى المعاناه ألتي يمر بها صاحب السلوك الإدماني ومأساة التخلي عن ما تفعله دائماً.

ومنها يدخل المدمن في المرحلة التالية وهي مرحلة التغيير الفعلي وإتخاذ خطوات حقيقية لإحداث التغيير واللجوء لأماكن التأهيل وفيها يقوم المعالج المتخصص في المساعدة في تعلم مهارات جديدة للحياة تساعده فعلياً على التعامل الصحيح مع نفسه ومع من يحيطه وما يواجهه من مشاكل وما سوف يواجهه في الحياة القادمة.

بعدها يدخل في إحدى المراحل إما الإستمرار في التعافي أو الإنتكاسة وهي ألتي تدخل المدمن ومن حوله في حالة إحباط شديد، حتى يعرف أنها تم وضعها في دائرة التغيير والتعافي كإحدى مراحلها وألتي يتبعها التفكير مرة أخرى والفعل والإستمرارية وأن الشخص الطبيعي يمكن أن ينتكس قبل أن يتوقف نهائياً عن سلوكه الإدماني.

عندما نتحدث عن دائرة التغيير والتعافي مع المنتكس فهنا نتحدث عن قوة إيجابية للبدء من جديد. فلنسامح أنفسنا عن حدوث أي إنتكاسة ونتأكد أنه سوف يأتي بعدها قرار بالتغيير الحقيقي.

2018-01-21T14:07:58+00:00يوليو 28th, 2017|الأقسام الداخلية|